<HR style="COLOR: #f9e6df" SIZE=1>
--------------------------------------------------------------------------------
مرثية في وفاة الشيخ زايد رحمه الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
فهذه كلمة كنت قد ألقيتها في جامعة الإمارات في أمسية الوفاء للشيخ زايد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله الجنة على خير ما قدم للأمة ولشعبه.. اللهم آمين..
هي كلمات صادقة خرجت من قلب مليء بالحب والوفاء لزايد الخير لزايد العطاء الذي كان من أنبل الفرسان ورمزا من رموز الحب والعطف والرحمة والحنان... فإلى جنات الخلد يا زايد المجد بقدرة واحد أحد وفرد صمد اللهم آمين..
دمع على الخدين منثور *** والقلب من هول الحزن مفطور
نبكي على قائد فقدناه *** له في الفؤاد ود وحب وتقدير
بين همس المشاعر واضطراب الخواطر ... بين حنين الماضي ولوعة الحاضر .. بين الأمس واليوم .. بين الحقيقة والحلم .. بين حروف الأبجدية وسحر العربية.. بين هذا وذاك نحاول ترجمة مشاعر في القلب خفية.. ولكن القلم يعجز عن البيان والتعبير عن الأحزان.. فتتبعثر الكلمات .. وتتوه العبارات وتهرب السطور .. فبين ما نستطيع كتابته ... وحجم ما نخفيه تمتد جسور.. كيف لا ونحن نخط الكلمات لمن رحل عنا كأقسى ما يكون الرحيل.. وليس للتعبير عن صادق حبنا من سبيل.. حتى النثر الذي نهديه أو الشعر الذي نقفيه.. أو الدمع الذي على الخدين نجريه .. فمن رحل لا توفي حقه العبارات.. ولا تعبر عن صادق حبه ما يسكب من عبرات .. لتعلن أحاسيسنا وبكل وضوح .. أن ما الوجدان من مشاعر لا تجد مرسى لتستقر فيه عندما نريد التعبير لزايد الخير.. فلا الشعر الذي تزنه القوافي يحكي لوعة الفقدان ... ولا النثر الذي يكتب يطفي حرة الظمآن.. فيكفينا فخرا يا سيدي أننا في هذا المقام .. لنعبر عن بعض ما يجول في أنفسنا من صادق الود والوجد والاحترام.. لزايد الخير لزايد العطاء لزايد المقدام .. لزايد الذي قلما تهدي مثله الأيام.... لزايد الذي غاب عن عالمنا جسدا ... ولكنه باق في عمق القلوب .. وحبنا له على الصدور وسام.. نعتز به مدى الأيام .. ونفاخر به الأقوام..
رحل قائد نهضة الإمارات .. ومؤسس اتحادها .. وجامع كلمتها.. رحل قائد الأمة فماذا نقول عندما نصف زايد الخير .. أو أي التعابير تعبر عن شخصيته الحقيقة وسموه الكريم..
فهو الراية البيضاء عندما تكون رمزا للسلام والصفاء.. فكم من حرب حاول إخمادها.. وكم من قرار حكيم ورأي سديد أدلى به في المحافل الدولية... دون تردد أو خوف لتعلن بحق أنه رجل المواقف الصعبة..
هو القائد والناصر لقضايا أمتنا العربية والإسلامية .. فهو الذي لم تغب فلسطين قضية الإسلام والعروبة عن باله أبدا.. فكم من حملة سيرت لصيانة المسجد الأقصى .. وكم من البيوت قد أسست لتأوي الآف الأسر المشردة .. " فهو سياسة البناء عندما تكون هناك سياسة الهدم " وكم من الحملات قد سيرة لإغاثة الشعب الفلسطيني والوقوف معهم في محنته .. حيث قدم لهم كل ما يستطيعه من دعم معنوي ومادي للتخفيف عنهم في مصابهم وعذابهم...
وكنتم معلما من معالم الخير .. كيف لا .. وكل ركن من الدولة الإسلامية شاهد على فيض عطائكم ..فكم من المساجد قد شيدت .. وكم من الآبار قد حفرت والقرى السكنية التي أسست من اليمن إلى الشيشان ومن فلسطين والعرق إلى أفغانستان.. لتكون بذلك شاهدا حيا لكم على مدى التاريخ بأنكم قد نذرتم أنفسكم لخدمة شعبكم وأمتكم العربية والإسلامية ...
رحلت يا زايد العطاء.. وفي كل باب من أبواب المعروف يد كريمة لكم.. فكم من جائع أطعمت.. وكم من صائم فطرت ويتيم كفلت .. أسست بتوجيهاتكم المدارس والجامعات.. والمراكز الصحية والمستشفيات.. زرعتم الأرض وحولتم الصحراء إلى جنة خضراء.. وعم خيركم القاصي والداني ..
رحلت يا زايد الحكمة.. ورصينا نحن بقضاء الله الذي لا يرد ... وسهم الموت الذي لا يصد.. رحلت عنا وأنت الغائب الحاضر بيننا.. رحلت عنا جسدا ولكنك باق فينا .. بما غرسته من مبادئ وقيم وحكم.. وبما عم من خيركم على الأمم.. رحلت.. وقد ذرفت الملايين الدموع على رحيلك ..بكت وقد حق لها البكاء على قائد من صناع الفخر والمجد .. فليت البكا يشفي أو ليت الدمع يجدي.. رحلت وقد لهجت الألسنة بالدعاء بالرحمة والغفران لك.. فبعد رحيلك بدأت قصة حب عنوانها زايد .. قصة خطت بالدموع .. وألم الضلوع.. قصة حب بدأت منذ أن عرفناك واستمرت بعد رحيلك ولكنها لن تنتهي..
فهنيئا لك يا زايد الخير تخليدك في قاموس التاريخ.. على صفحات من نور .. ومداد من ذهب.. لم يسطرها لك غيرك.. وإنما سطرتها بمجدك.. وكريم شمائلك وخلقك.. سطرتها بما قدمته لشعبك وأمتك الإسلامية والعربية.. سطرتها بصفاء قلبك ونقاء سريرتك.. وبعد نظرك وسحر حكمتك .. وروعة شعرك..
وهنيئا لك الدعوات الصادقة التي خرجت من قلوب الملايين قبل أفواههم تدعو لك بالرحمة والغفران وأن يرزقك الله الجنان والقرب من الرحمن .. لتكون تلك الدعوات في ميزان حسناتك أن شاء الله الواحد المنان ..وأخيرا نقول كما قالوا " إذا كانت الحياة أضعف من الموت.. فالموت أضعف من المحبة" فهنيئا لك حب شعبك وأمتك وكل من عرفك لأنك من زرع الحب فحصد الوفاء..
اللهم ارحم زايد واغفر لزايد وارزقه مقعد صدق عندك.. واسكنه جنات الفردوس والرضوان وألهمنا لفراقه الصبر والسلوان.. يا رحمن يا كريم يا منان .. اللهم آمين..
موضوع: مرثيه في وفاه الشيخ زايد رحمه الله 
الإثنين يناير 14, 2008 1:24 pm
